____________________
انتهى (1).
وأما حمل بعض المترجمين الكتاب على صحائف الأعمال حيث قال: أي أسألك ثواب أعمالي الحسنة وأعوذ بك من شر سيئاتي التي كتبها الكرام الكاتبون من قبل في جريدة أعمالي، فهو كما ترى عن الغرض بمعزل.
ولما سأل عليه السلام خير ما كتب في الأزل واستعاذ من شره أخذ في السؤال لتوفيقه للأعمال الصالحة فقال: «أسألك خوف العابدين لك» إلى آخره. وجاء بالجملة منقطعة عما قبلها لأنها استيناف سؤال آخر.
والخوف: تألم النفس من العقاب المتوقع، ولما كان صدق الخوف والرجاء لا يتحقق إلا إذا كان مقرونا بالعمل أضاف الخوف إلى العابدين كما روي عن أبي عبد الله عليه السلام: أنه قال: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا، ولا يكون خائفا راجيا حتى يكون عالما (2) لما يخاف ويرجو (3).
وحيث تضمن قوله عليه السلام: «أسألك خوف العابدين» سؤال العبادة ضمنا سأل عليه السلام أعلى مراتبها فقال: «وعبادة الخاشعين لك» إذ كان الخشوع قوام العبادة ومدارها وهو عبارة عن التذلل والاطمئنان بالقلب والقالب والانقطاع إليه تعالى وهو ثمرة الفكر في جلال المعبود وملاحظة عظمته جل شأنه وذلك روح العبادة.
وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وآله رأى رجلا يعبث بلحيته في صلاته فقال: اما أنه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه (4).
قال بعض الشارحين: في هذا دلالة على أن الخشوع في الصلاة يكون في القلب
وأما حمل بعض المترجمين الكتاب على صحائف الأعمال حيث قال: أي أسألك ثواب أعمالي الحسنة وأعوذ بك من شر سيئاتي التي كتبها الكرام الكاتبون من قبل في جريدة أعمالي، فهو كما ترى عن الغرض بمعزل.
ولما سأل عليه السلام خير ما كتب في الأزل واستعاذ من شره أخذ في السؤال لتوفيقه للأعمال الصالحة فقال: «أسألك خوف العابدين لك» إلى آخره. وجاء بالجملة منقطعة عما قبلها لأنها استيناف سؤال آخر.
والخوف: تألم النفس من العقاب المتوقع، ولما كان صدق الخوف والرجاء لا يتحقق إلا إذا كان مقرونا بالعمل أضاف الخوف إلى العابدين كما روي عن أبي عبد الله عليه السلام: أنه قال: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا، ولا يكون خائفا راجيا حتى يكون عالما (2) لما يخاف ويرجو (3).
وحيث تضمن قوله عليه السلام: «أسألك خوف العابدين» سؤال العبادة ضمنا سأل عليه السلام أعلى مراتبها فقال: «وعبادة الخاشعين لك» إذ كان الخشوع قوام العبادة ومدارها وهو عبارة عن التذلل والاطمئنان بالقلب والقالب والانقطاع إليه تعالى وهو ثمرة الفكر في جلال المعبود وملاحظة عظمته جل شأنه وذلك روح العبادة.
وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وآله رأى رجلا يعبث بلحيته في صلاته فقال: اما أنه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه (4).
قال بعض الشارحين: في هذا دلالة على أن الخشوع في الصلاة يكون في القلب