رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ١٥٦

____________________
يظلمون الناس.
والثالث: ظلم بينه وبين نفسه وإياه قصد بقوله عز وجل فمنهم ظالم لنفسه وقوله: ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين أي: من الظالمين أنفسهم، وكل هذه الثلاثة في الحقيقة ظلم للنفس فإن الإنسان أول ما يهم بالظلم فقد ظلم نفسه فإذا الظالم أبدأ مبتدأ بنفسه في الظلم فلهذا قال في غير موضوع: وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (1) انتهى.
إذا عرفت ذلك: فالمراد بالظالمين في الدعاء ما يتناول الأنواع الثلاثة من الظلم.
والظهير المعين أي لا تجعلني معينا للظالمين لأجل ظلمهم، لأن ترتب الحكم على الوصف مشعر بالعلية كما تقرر في الأصول فلا ينافيه قوله عليه السلام: وانصر أخاك ظالما أو مظلوما فقيل: كيف ينصره ظالما؟ قال: يكفه عن الظلم (2).
وإنما سمي الكف عن الظلم نصرا لأنه ينصره بذلك على الشيطان الذي يغويه وعلى نفسه التي تأمر بالسوء.
والمحو: الإزالة وإذهاب الأثر يقال: محاه محوا من باب - قتل -: إذا أزاله وأذهب أثره والمراد به هنا إبطال أحكام الكتاب العزيز وعدم العمل به بأوامره ونواهيه.
ويدا: أي معينا ومقويا لهم على ذلك، وأصله من اليد بمعنى الجارحة لما لها من القوة.
والنصير: فعيل بمعنى فاعل من نصرته نصرا من باب - قتل -: أي أعنته وقويته.
وحاطه حوطا من باب - قال - وحيطة وحياطة: حفظه وصانه.
وحيث: عبارة عن مكان مبهم يشرح بالجملة التي بعده، أي احفظني من حيث

(1) المفردات: ص 315 - 316.
(2) الكشكول للشيخ للبهائي ص 119.
(١٥٦)
مفاتيح البحث: الشيخ البهائي (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 161 163 ... » »»
الفهرست