رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٥٩
ولا تمحقني فيمن تمحق من المستخفين بما أوعدت ولا تهلكني مع من تهلك من المتعرضين لمقتك، ولا تتبرني فيمن تتبر من المنحرفين عن سبيلك ونجني من غمرات الفتنة، وخلصني من لهوات البلوى، وأجرني من أخذ الاملاء، وحل بيني وبين عدو يضلني، وهوى يوبقني، ومنقصة ترهقني.
____________________
ولن تحب أن يصير إليه والتنافس تفاعل منه فإن كل واحد من الشخصين يريد أن يستأثر به لما يظهر من نفسه من الجد والاعتمال في الطاعة والعبودية (1) انتهى.
ولما كانت المشاحة والتنافس من فرط الرغبة في الشيء، كان المراد بهما طلب الإعداد للرغبة في الخيرات والعمل لها، ولذلك أطبق المفسرون على أن قوله تعالى:
فليتنافس المتنافسون معناه فليرغب الراغبون (2) والله أعلم.
المحق: نقصان الشيء حالا بعد حال، يقال: محقه الله محقا من باب - نفع - فانمحق: نقص وذهب شيئا فشيئا حتى يفنى كله ويهلك فلا يبقى له أثر.
و «في»: بمعنى مع، أي مع من تمحقه نحو: حق عليهم القول في أمم (3) أي مع أمم.
واستخف بحقه: استهان به ولم يباله.
وأوعده إيعادا: تهدده.
والهلاك: عدم الشيء وفناؤه يقال: هلك الشيء هلكا من باب - ضرب - وهلاكا والاسم الهلك بالضم مثل قفل ويعدى بالهمزة فيقال: أهلكه الله ويعبر به عن العذاب واستيجاب النار أعاذنا الله منها وهو الهلاك الأكبر، ومنه: وإن

(١) تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان: ج 3 ذيل الآية 26 من سورة المطففين.
(2) مجمع البيان: ج 9 - 10 ص 456. والتفسير الكبير للفخر الرازي: ج 31 ص 100.
(3) سورة الأحقاف: الآية 18.
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست