رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٢٧٩

____________________
الله تعالى: سلقوكم بألسنة حداد، قال أبو عبيدة: بالغوا فيكم بالكلام (1).
وحد اللسان: حدته.
والوحر: الوغر، وهو امتلاء الصدر غيظا، يقال: وحر صدره علي وحرا وغر وغرا من باب - تعب - فيهما بمعنى أي امتلأ غيظا فهو وحر الصدر ككتف ووأغر الصدر على فاعل والاسم الوحر والوغر فيهما بالسكون فيهما ومنه الحديث «تهادوا فان الهدية تذهب بوحر الصدر» (2).
وفي رواية: تذهب وغر الصدر بالغين المعجمة (3).
فقوله عليه السلام: «وحرني» أي جعلني وحر الصدر، وعدى فعل بكسر العين وهو لازم بنقله إلى فعل بفتح العين، وهو أحد الأمور التي يتعدى بها الفعل القاصر ويسمى التعدية بالحركة، وهو مسموع كثير.
ومنه: أثم إثما من باب - تعب - والإثم بكسر الهمزة والسكون: اسم منه فهو آثم، ويعدى بالحركة فيقال: أثمته إثما من بابي - ضرب - و- قتل - إذا جعلته إثما فهو مأثوم.
ومنه: بهت من بابي «تعب» و «قرب» أي: دهش وتحير فهو باهت ويعدى بالحركة، فيقال: بهته أبهته بفتحتين فبهت بالبناء للمفعول وهو مبهوت:
ومنه: ثرم الرجال ثرما من باب - تعب - إذا انكسرت ثنيته فهو أثرم ويعدى بالحركة فيقال: ثرمته ثرما من باب - قتل - فهو مثروم.
ومنه: حزن حزنا من باب - تعب - والاسم الحزن بالضم فهو حزين ويتعدى في لغة قريش بالحركة فيقال: حزنه الأمر يحزنه من باب - قتل - فهو حزين (4).
ومنه: وقرت أذنه وقرا من باب - تعب - إذا ثقل سمعها ويعدى بالحركة،

(١) الصحاح: ج ٤ ص ١٤٩٧.
(٢) سنن الترمذي: ج ٤ ص ٤٤١.
(3) نهاية ابن الأثير: ج 5 ص 208.
(4) «الف»: محزون.
(٢٧٩)
مفاتيح البحث: إبن الأثير (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»
الفهرست