رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٢٤٨
قال صلوات الله وسلامه عليه: إلهي هديتني فلهوت، ووعظت فقسوت، وأبليت الجميل فعصيت، ثم عرفت ما أصدرت إذ عرفتنيه، فاستغفرت فأقلت، فعدت فسترت، فلك إلهي الحمد.
____________________
الهداية: الدلالة بلطف على ما يوصل إلى المطلوب، وقد مر الكلام عليها مستوفى، والمراد بها هنا الدلالة على الحق الموجب للفوز بالنجاة.
واللهو: اشتغال الإنسان عما يعنيه ويهمه بما لا يعنيه، أي دللتني على الحق بإرسال رسولك وإنزال آياتك وعرفتني سبيل رضوانك، فاشتغلت عن ذلك بما لا يهمني أمره، ولا يضرني تركه وكأنه عليه السلام أراد بذلك الاشتغال بالمباحات عن الطاعات حال الاستمتاع بها.
قال الراغب: يعبر باللهو عن كل ما به استمتاع قال تعالى: لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا (1).
والوعظ: زجر مقترن بتخويف، وقال الخليل: هو التذكير بالخير فيما يرق له القلب (2).
والمراد بوعظه تعالى ما تضمنه كلامه المجيد من الأمر بالخير والنهي عن الشر كقوله تعالى: ان الله يأمر بالعدل والإحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون (3).
قال العلامة النيسابوري: ختم الآية بقوله تعالى: يعضكم لعلكم تذكرون لأنها كافية في باب العظة والتذكر والارتقاء من حضيض عالم البشرية إلى ذروة عالم الأرواح المقدسة (4).

(١) المفردات: ص ٤٥٥.
(٢) كتاب العين: ج ٢ ص ٢٢٢ مع اختلاف يسير في العبارة.
(٣) سورة النحل: الآية ٩٠.
(٤) تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان: ج 2 ص 432.
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 243 244 245 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»
الفهرست