رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٢٣٩
ثم تدعو بما بدا لك وتصلي على محمد وآله ألف مرة هكذا كان يفعل عليه السلام.
____________________
فلا يضيق عليه ما يتفضل به من الزيادة.
والكريم: الجواد الذي لا ينفذ عطاؤه.
ووصلت الشيء بالشيء جعلته متصلا به لا انقطاع بينهما.
وخير الآخرة: الجنة لقوله عليه السلام: لا خير بخير بعده النار ولا شر بشر بعده الجنة، وهو الخير المطلق الذي يرغب فيه بكل حال وعند كل أحد.
والنعيم: قال الراغب: النعمة الكثيرة (1).
ولما كانت نعمة الآخرة كثيرة عبر عنها بالنعيم، دون النعمة كما وقع في التنزيل: ان الأبرار لفي نعيم (2) ولذلك أضاف الله تعالى إليه الجنة في قوله:
جنة النعيم (3) وجنات النعيم (4).
وختم الدعاء بقوله: يا أرحم الراحمين لاستدعاء رحمته المقتضية للإجابة فإن من كان أرحم الراحمين يجب أن تصدر عنه الرحمة المقتضية لاستجابة كل سؤال، وإنما كان أرحم الراحمين لأنه الجواد المطلق الذي يرحم، لا لمنفعة تعود إليه، ولا لمضرة يدفعها عنه، ولا لطلب ثناء وجلب مدح وكل رحيم سواه، فإنما رحمته لغرض من الأغراض أو لرقة طبع ونحو ذلك، على أن تلك الرحمة أيضا تتوقف على داعية يخلقها الله تعالى فيه.
وقد روي أن الاسم الأعظم هو يا أرحم الراحمين (5)، والله أعلم.
«الباء»: إما صلة لتدعو فالظرف لغو أي تطلب ما بدا لك من دعا بالشيء، أي طلبه واستدعاه واستحضره، ومنه قوله تعالى: يدعون فيها بكل فاكهة

(1) المفردات: ص 499.
(2) سورة الانفطار: الآية 13.
(3) سورة الشعراء: الآية 85.
(4) سورة المائدة: الآية 65.
(5) راجع مكارم الاخلاق: ص 343.
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 243 244 245 ... » »»
الفهرست