رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٤١٠

____________________
يوم حشري ونشري بدليل واجعل في ذلك اليوم، وما في الإشارة من معنى البعد مع قرب العهد بالمشار إليه للايذان ببعد منزلته في الهول والفخامة كقوله تعالى: ذلك اليوم الحق (1) وذلك يوم مجموع له الناس (2).
والموقف: مصدر ميمي أي وقوفي، ومثله: المصدر والمسكن أي صدوري ومسكني، ويحتمل كون المسكن اسم مكان أي: في جوارك محل سكناي.
والمراد بالموقف: الوقوف للحساب.
وبالمصدر: الصدور عن الموقف إلى دار الجزاء وهو الصدور الذي بينه الله تعالى بقوله: يومئذ يصدر الناس أشتاتا (3) أي: يصدرون عن الموقف متفرقين ذات اليمين إلى الجنة وذات الشمال إلى النار نعوذ بالله منها.
وقيل: يصدرون من قبورهم إلى موقف الحساب أشتاتا على حسب طبقاتهم بيض الوجوه آمنين وسود الوجوه فزعين.
والجوار بالكسرة: مصدر جاوره مجاورة وجوارا إذا لاصقه في السكن، والاسم:
الجوار بالفتح والضم، والمراد بجواره تعالى حضرته المقدسة التي ليست بمكان ولا زمان، بل هي قرب معنوي وعندية روحانية، وهي المشار إليها بقوله تعالى: في مقعد صدق عند مليك مقتدر (4)، ويعبر عنها بالجنة النورانية الروحانية.
وختم الدعاء بقوله عليه السلام: «يا رب العالمين» أي: مالك أمرهم ومبلغهم إلى كمالهم اللائق لمزيد استدعاء الإجابة، فإن من كان ذلك شأنه وصفته كان من شأنه إفاضة ما فيه صلاح المربوب حتى ينتهي به إلى أقصى غاية الكمال وأشرف المراتب والأحوال والله أعلم.

(1) سورة النبأ: الآية 39.
(2) سورة هود: الآية 103.
(3) سورة الزلزلة: الآية 6.
(4) سورة القمر: الآية 55.
(٤١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 405 406 407 408 409 410 411 413 414 415 417 ... » »»
الفهرست