رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٤٣٧

____________________
بمقاصد أوليائه.
قوله عليه السلام: «واقبض على الصدق نفسي». قبضه الله قبضا من باب - ضرب -: أماته، وأصله من قبض الشيء وهو تناوله بجميع الكف كنى به عن الموت كما كنى عنه بالإمساك في قوله تعالى: فيمسك التي قضى عليها الموت (1).
والصدق لغة: مطابقة الحكم للواقع، وقد يطلق على الثبات والاستقامة في دين الله نية وقولا وعملا، وبه فسر أكثر المفسرين قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين (2)، قالوا: الصادقون: هم الذين صدقوا في دين الله وفيما عاهدوا عليه من الطاعة نية وقولا وعملا (3).
وقال المحقق الطوسي: المراد بالصدق في الآية: الصدق في القول والفعل والنية والعزم والوفاء بالعهد والوعد وفي جميع الأحوال السانحة، ومن حصلت فيه ملكة الصدق بهذا المعنى فهو صديق لا يوجد منه في شيء خلاف ما هو عليه (4)، انتهى.
وهذا المعنى هو المراد هنا.
وقال بعض أهل العرفان: الصدق: أن لا يكون في أحوالك شوب ولا في اعتقادك ريب ولا في أعمالك عيب (5).
وعن الصادق عليه السلام: أدنى حد الصدق أن لا يخالف اللسان القلب ولا القلب اللسان (6).
وقال أبو سعيد القرشي: الصادق الذي يتهيأ له أن يموت ولا يستحيي من سره لو كشف ولا يبالي من حسابه إذا بعث (7).

(١) سورة الزمر: الآية ٤٢.
(٢) سورة التوبة: الآية ١١٩.
(٣) روح المعاني: ج ١١ ص ٤٥.
(٤) و (٥) لم نعثر على القولين.
(٦) مصباح الشريعة ص ٣٥، وبحار الأنوار: ج ٧١ ص ١١.
(7) لا توجد لدينا مؤلفاته.
(٤٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 ... » »»
الفهرست