رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ١٤٣
ولا تقايسني بعظيمات الجرائر، ولا تهلكني يوم تبلى السرائر، وأزل عني كل شك وشبهة واجعل لي في الحق طريقا من كل رحمة،
____________________
قيل: أصله من القر بالضم وهو البرد، وجعل ذلك كناية عن السرور لان للسرور دمعة باردة، وللحزن دمعة حارة ولذلك يقال: فيمن يدعى عليه أسخن الله عينه.
وقيل: هو من القرار وهو السكون، ومعنى أقر الله عينه أعطاه ما تقر وتسكن به عينه فلا تطمح إلى غيره.
وجملة قوله عليه السلام: «وأقر عينا» في محل نصب إما على أنها عطف على الجملة قبلها وهي في محل نصب صفة لمثابة، واما على أنها حال من فاعل أتبوؤها وهو ضمير المتكلم، وعينا منصوب على التمييز المحول عن الفاعل وأصله: وتقر عيني فحول الإسناد إلى نفسه، ونصب عينا على التمييز مبالغة وتوكيدا لأن ذكر الشيء مبهما، ثم مفسرا أوقع في النفس من ذكره من اول الأمر مفسرا.
ووقع في نسخة قديمة وفي بعض النسخ المتداولة: ضبط «وأقر» بالنصب، ووجهه أنه عطف على مقيلا أو مثابة فهو من باب نصب المضارع بعد واو العطف بأن مضمرة لعطفه على اسم صريح كقولها:
ولبس عباءة وتقر عيني أحب إلي من لبس الشفوف (1) والتقدير وقرة عين، وإنما قلنا أنه عطف على مقيلا أو مثابة لاختلافهم في نحو:
بكر من جاءني زيد وعمرو، وبكر هل هو معطوف على الأول أو على الثاني ورجح بعض المتأخرين الأول والله أعلم.
قست الشيء بالشيء وعليه أقيسه قيسا من باب - باع - وقايسته به مقايسة وقياسا من باب - قاتل -: قدرته على مثاله، والمقياس المقدار، أي لا تجعل عقوبتي

(1) مغني اللبيب: ص 352 رقم الشاهد: 471.
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»
الفهرست