رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٢٥٤

____________________
الجبل، ومسيل الماء في أرض، أو الفرج بين الجبلين (1).
والتلف والهلاك بمعنى يقال: تلف الشيء تلفا من باب «فرح» وهلك هلكا من باب - ضرب - وهلاكا وهلوكا إذا بطل وعدم باستحالة وفساد، واستعار عليه السلام الأودية والشعاب لأنواع الهلاك وطرائقه، وأصناف التلف ومذاهبه بجامع ان كلا منها مظنة الهلاك والتلف ولهذا تسمعهم يقولون في الغائب المفقود: أين سلك وبأي واد هلك، وهي استعارة مصرحة لذكر المشبه به فيكون التقحم والحلول ترشيحا لها والقرينة إضافة الأودية إلى الهلاك والشعاب إلى التلف، ويجوز أن يكون الكلام استعارة تمثيلية على تشبيه الحال بالحالة من غير اعتبار مجاز في المفردات كما تقدم بيانه في نظير ذلك غير مرة.
وتعرضت للشيء: تصديت له واستقبلته.
وسطا عليه وبه وسطوا وسطوة: قهره وأذله وبطش به أي أخذه بشدة، والجملة في محل نصب نعت للشعاب.
والعقوبات: جمع عقوبة، وهي اسم من عاقبه معاقبة وعقابا أي أخذه بذنبه.
وفي نسخة قديمة: تعرضت فيها لسطواتك ولحلول عقوباتك.
والوسيلة: ما يتوسل به إلى الشيء، أي يتوصل ويتقرب.
والذريعة: بمعناها قال في الأساس: فلان ذريعتي إلى فلان وقد تذرعت به إليه أي توسلت (2).
وقد مر بيان أصل اشتقاقها.
ولم أشرك بك شيئا: أي لم أجعله شريكا لك.
والاتخاذ: افتعال من الاخذ، وهو تناول الشيء لكنهم قد يستعملونه بمعنى

(١) لم نعثر عليه في الأساس، وفي القاموس المحيط: ج ١ ص ٨٨.
(2) أساس البلاغة ص 204.
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»
الفهرست