رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٢٢٤
إلهي إن رفعتني فمن ذا الذي يضعني وإن وضعتني فمن ذا الذي يرفعني وإن أكرمتني فمن ذا الذي يهينني وإن أهنتني فمن ذا الذي يكرمني وإن عذبتني فمن ذا الذي يرحمني وإن أهلكتني فمن ذا الذي يعرض لك في عبدك أو يسألك عن أمره وقد علمت أنه ليس في حكمك ظلم ولا في نقمتك عجلة وإنما يعجل من يخاف الفوت وإنما يحتاج إلى الظلم الضعيف وقد تعاليت يا إلهي عن ذلك علوا كبيرا.
____________________
واشمت الله به العدو أنزل به مصيبة فرح لها عدوه يقال: شمت به يشمت من باب علم شماتة: أي فرح بمصيبة نزلت به.
ومكنته من الشيء تمكينا: أقدرته عليه، وأصله أن يجعل للشيء مكانا يحل فيه.
والعنق: اسم للعضو المخصوص، ثم عبر به عن الجملة كما عبر عنها بالرقبة، أي لا تمكنه مني وانما أقحم العنق لأن العدو إذا تمكن منها فقد استولى عليه أعظم الاستيلاء وقدر عليه أشد القدرة.
وسلطته على الشيء تسليطا: حكمته فيه قهرا، ومنه: ولو شاء الله لسلطهم عليكم (1) والله أعلم.
رفعت الشيء: أعليته عن مقره، وأصله في الأجسام ثم استعير في المنزلة والرتبة، فقيل رفعه: إذا شرف منزلته وأعلى رتبته ومنه: ورفعنا لك ذكرك (2) ويقابله الوضع بمعنى الحط وهو إنزال الشيء من علو.
وأكرمته إكراما: عظمته.
وأهنته إهانة: اذللته ومنه: ومن يهن الله فما له من مكرم (3).

(1) سورة النساء: الآية 90.
(2) سورة الشرح: الآية 4.
(3) سورة الحج: الآية 18.
(٢٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 ... » »»
الفهرست