رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٢٨٨

____________________
انهماكا، فهو مصدر مؤكد لفعل هو متعلق الظرف.
وفي نسخة قديمة انهماك بالرفع على أنه مبتدأ خبره الظرف قبله على رأي سيبويه، وعلى الفاعلية مما تعلق به الجار على رأي الأخفش.
وجملة قوله عليه السلام: «لم تمنعك إساءتي» استيناف مقرر لما قبله من إنعامه وتطوله تعالى وانهماكه هو في معاصيه.
وحجزت بين الشيئين حجزا بالزاي من باب - قتل - فصلت بينهما ومنعت اتصالهما فالحجز المنع بين الشيئين لفاصل بينهما.
وروي: ولا حجرني بالراء المهملة، وهو من حجره حجرا من باب - قتل - أيضا:
أي منعه.
والمساخط: جمع مسخط (1): وهي مصدر بمعنى السخط جاء على مفعلة بفتح الميم والعين كالمحمدة بمعنى الحمد، والمنفعة بمعنى النفع والمعدلة بمعنى العدل.
وفي الحديث: البر مرضاة للرب مسخطة للشيطان (2).
وجملة قوله عليه السلام: «لا تسأل عما تفعل» أثر بيان أن إساءته لم تمنعه تعالى عن إتمام إحسانه إليه استيناف ببيان أن جميع أفعاله سبحانه حكمة وصواب، فليس لأحد أن يناقشه في شيء من أفعاله، إذ لا يقال: للحكيم لم فعلت الصواب كما قال تعالى: لا يسئل عما يفعل وهم يسألون (3).
وقوله عليه السلام: «ولقد سئلت فأعطيت» كلام مستأنف مسوق لتقرير ما قبله.
و «اللام» جواب قسم محذوف، أي وأقسم، أو وبالله أو وتالله لقد سألت أي طلبت من السؤال بمعنى الطلب لا بمعنى الاستعلام، فأعطيت أي أنلت ما سألته

(1) «الف»: مسخطه.
(2) أساس البلاغة: ص 289.
(3) سورة الأنبياء: الآية 23.
(٢٨٨)
مفاتيح البحث: سورة الأنبياء (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»
الفهرست