رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ١٠٥

____________________
حذف العوض والمعوض عنه؟.
قلت: ساغ ذلك لأن قرينة حذفه جوازا يصيره كالمذكور فيسد مسد الخبر المحذوف وجوبا، ونظير هذا التركيب في التنزيل كثير منه قوله تعالى: ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه (1) وما كنا لنهتدي لولا أن هدينا الله (2) إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها (3) إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها (4).
فالجواب في كل ذلك محذوف لدلالة ما قبله عليه وموضع كل من الشرطيتين في عبارة الدعاء نصب على الحال، ويجوز كونه رفعا على الوصفية لان المراد بالقادر والآخذ الجنس كقوله:
* ولقد أمر على اللئيم يسبني * تنبيهان الأول: ذهب الجمهور إلى أن خبر المبتدأ بعد لولا يجب أن يكون كونا مطلقا محذوفا فإذا أريد الكون المقيد لم يجز أن تقول: «لولا زيد قائم لأتيتك» ولا أن تحذفه بل تجعل مصدره (5) وهو المبتدأ فتقول: «لولا قيام زيد لأتيتك» أو تدخل أن على المبتدأ فتقول: «لولا ان زيدا قائم لأتيتك» وتصير أن وصلتها مبتدأ محذوف الخبر.
وذهب الرماني وابن الشجري والشلوبين وابن مالك وكثير من المتأخرين إلى أنه يكون كونا مطلقا كالوجود والحصول فيجب حذفه، ويجوز أن يكون كونا مقيدا

(1) سورة يوسف: الآية 24.
(2) سورة الأعراف: الآية 43.
(3) سورة القصص: الآية 10.
(4) سورة الفرقان: الآية 42.
(5) هكذا في «ب» والظاهر انها زائدة كما في المصدر.
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست