رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٢١٧
اللهم واجعلني من أهل التوحيد والايمان بك، وبالتصديق برسولك والأئمة الذين حتمت طاعتهم ممن يجري ذلك به وعلى يديه، آمين رب العالمين.
____________________
مكناكم في الأرض (1) أي اقدرناكم على التصرف فيها، وقيل: التمكين: إعطاء ما يصح (2) الفعل مع رفع المنع لأن الفعل كما يحتاج إلى القدرة فقد يحتاج إلى آلة وإلى دلالة وإلى سبب، ويحتاج إلى ارتفاع المنع، فالتمكين عبارة عن جميع ذلك.
والتأييد: التقوية، وهي من الله تعالى: تقوية أمر عبده من داخل بالبصيرة، ومن خارج بقوة البطش، ومن الأول قوله تعالى: إذ أيدتك بروح القدس (3) ومن الثاني قوله تعالى: فايدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين (4).
«الواو»: عاطفة جملة إنشائية على مثلها وتوسيط النداء لمزيد التبتل واستدعاء الإجابة.
والتوحيد: لغة مصدر وحدته إذا جعلته واحدا، وعرفا التصديق بأن الله تعالى واحد لا شريك له.
والإيمان هنا بمعنى إذعان النفس للحق على سبيل التصديق.
وصدق به تصديقا: اعترف بصدقه، والأصل صدقه لكنه ضمن معنى الاعتراف والإقرار فعدي بالباء.
والأئمة: جمع إمام، وهو الرئيس المقتدى به والخليفة، وأصله أءممة على وزن أمثلة فأدغمت الميم في الميم بعد نقل حركتها إلى الهمزة.
وحتم عليه الأمر حتما من باب ضرب: أوجب (5) جزما، أي أوجبت طاعتهم

(1) سورة الأعراف: الآية 10.
(2) «الف»: يصح به.
(3) سورة المائدة: الآية 110.
(4) سورة الصف: الآية 14.
(5) «الف» أوجبه.
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»
الفهرست