رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٣٥
فيا من لم يعاجل المسيئين، ولا ينده المترفين، ويا من يمن بإقالة العاثرين ويتفضل بإنظار الخاطئين، أنا المسئ المعترف الخاطئ العاثر، أنا الذي أقدم عليك مجترئا، أنا الذي عصاك متعمدا، أنا الذي استخفى من عبادك وبارزك، أنا الذي هاب عبادك وأمنك، أنا الذي لم يرهب سطوتك، ولم يخف بأسك، أنا الجاني على نفسه، أنا المرتهن ببليته أنا القليل الحياء، أنا الطويل العناء.
____________________
ونصب «دونها» على الظرفية ومعناه خلاف فوق وهو هنا واقع موقع الخبر والعامل فيه الاستقرار والتقدير أو أنا كائن دونها والله أعلم.
«الفاء»: للاستئناف والجملة بعدها مستأنفة.
وعاجله الله بذنبه: أخذه به ولم يمهله.
والندة: الزجر والرد، يقال: ندهته ندها من باب - نفع -.
قال الجوهري: ندهت البعير إذا زجرته عن الحوض وغيره، وندهت الإبل سقتها مجتمعة، وكان طلاق الجاهلية، اذهبي فلا أنده سربك، أي لا أرد إبلك لتذهب حيث شاءت (1) انتهى.
وقيل: النده الزجر بصه ومه.
وفي القاموس: نده البعير زجره وطرده بالصياح (2).
والمترفين جمع مترف بفتح الراء المهملة اسم مفعول من أترفه إترافا: أي نعمه، أو من أترفته النعمة: أي أطغته.
قال النيسابوري: المترف في اللغة: المنعم الذي قد أبطرته النعمة وسعة العيش (3).

(١) الصحاح: ج ٦ ص ٢٢٥٢.
(٢) القاموس المحيط: ج ٤ ص ٢٩٤.
(٣) تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان: ج 2 ص 335.
(٣٥)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست