إني أصبت حدا فأقمه علي: فدعا وليها فقال: " أحسن إليها فإذا وضعت فأتني بها " ففعل فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم صلى عليها فقال عمر: تصلي عليها وقد زنت؟ فقال: " لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم هل وجدت شيئا هو أفضل من أن جاءت بنفسها؟ " * ومن طريق مسلم نا محمد بن المثنى حدثني عبد الأعلى نا داود بن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أن رجلا من أسلم يقال له: ماعز بن مالك " أتى رسول الله صلى اله عليه وسلم فقال: اني أصبت فاحشة فأقمه علي: فرده النبي صلى الله عليه وسلم مرارا ثم سأل قومه فقالوا:
ما نعلم به بأسا - فذكر باقي الحديث وفيه - فأمرنا رسول اله صلى الله عليه وسلم أن نرجمه فكان الناس فيه فرقتين قائل يقول هلك: لقد أحاطت به خطيئته وقائل يقول: ما توبة أفضل من توبة ماعز أنه جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع يده في يده فقال اقتلني بالحجارة: قال فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة: ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم جلوس فسلم ثم جلس فقال: " استغفروا لماعز بن مالك ". فقالوا: غفر الله لماعز بن مالك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم " * ومن طريق مسلم نا محمد بن عبد الله بن نمير نا بشير بن المهاجر نا عبد الله بن بريدة عن أبيه " أن ماعز بن مالك أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله اني قد ظلمت نفسي وزنيت واني أريد أن تطهرني فرده - فذكر الحديث، وفيه - فجاءت الغامدية فقالت : يا رسول الله اني قد زنيت فطهرني وإنه ردها فلما كان الغد قالت: يا رسول الله لم تردني كما رددت ماعزا؟ فوالله اني لحبلى، قال: " أما الآن فاذهبي - وذكر باقي الخبر - فلما فطمته أتته بالصبي وفي يده كسرة خبز فقالت: هذا يا نبي الله قد فطمته وقد أكل الطعام، فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين ثم أمر بها فحفر إلى صدرها وأمر الناس فرجموها فأقبل خالد بن الوليد فرمى رأسها فنضح الدم على وجه خالد فسبها فسمع نبي الله صلى الله عليه وسلم سبه إياها فقال: مهلا يا خالد فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له ثم أمر بها فصلى عليها ودفنت " قالوا: فهذا ماعز قد صحت توبته قبل الرجم باخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وبأنها مقبولة وهذه الغامدية والجهنية رضي الله عنهما قد تابتا أتم توبة وأصحها مقبولة من الله تعالى باخبار النبي عليه السلام ولم تسقط هذه التوبة عنهم الحد قالوا: وكذلك أيضا حد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين قذفوا عائشة رضي الله عنها * قال أبو محمد رحمه الله: فلما اختلفوا في ذلك كما ذكرنا وجب أن ننظر في ذلك