وقال: فإذا تاب عاد إليه، ورويناه أيضا في ذلك عن ابن عباس من طريق عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عباس انه كان يعرض على مملوكه الباءة ويقول: من أراد منكم الباءة زوجته فإنه لا يزني زان الا نزع الله منه ربقة الايمان فان شاء أن يرده إليه رده بعد وان شاء ان يمنعه منعه، وروينا من طريق عبد الرزاق نا ابن جريج قال: سمعت عطاء يقول: سمعت أبا هريرة يقول: لا يزني الزاني وهو مؤمن حين يزني ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر وهو مؤمن حين يشرب قال: لا أعلمه الا قال وإذا اعتزل خطيئته رجع إليه الايمان قال:
فراجعته فقال: لا اعلمه الا قال: فينتزع منه الايمان ما دام على خطيئته فإذا فارقها رجع إليه الايمان * قال ابن جريج: وأخبرني عثمان بن أبي سليمان انه سمع نافع بن جبير ابن مطعم يقول: لا يزني وهو مؤمن حين يزني فإذا زايله رجع إليه الايمان ليس إذا تاب منه ولكن إذا أخر عن العمل به، قال: وحسبته انه ذكر ذلك عن ابن عباس * وعن عبد الرزاق عن معمر أخبرني عبد الله بن طاوس عن أبيه فذكر هذا الحديث، وقال: فإذا فعل ذلك زال عنه الايمان يقول: الايمان كالظل، وذكر أيضا معمر هذا الحديث عن الزهري. وقتادة. وعن رجل عن عكرمة عن أبي هريرة وعن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: هذا نهي يقول حين هو مؤمن فلا يفعلن يعني لا يسرق ولا يزني ولا يغل * قال أبو محمد رحمه الله: فهذه التفاسير كلها ليس فيها الا مزايلة الايمان للفاعل حين الفعل ثم رجوعه في بعضها إليه إذا تاب وإذا ترك، وليس في شئ من هذه التفاسير بيان ما هو الايمان الزائل حين هذه المعاصي وقد علمنا أن كل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الحق الواضح الذي لا حقيقة في غيره وان من فعل شيئا لم يكن حين فعله إياه مؤمنا فان الايمان قد فارقه بلا شك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن يجب علينا ان نعرف ما هذا الايمان الذي يزول عنه في حين ذلك الفعل لنعلم من ذلك حكم ذلك الفاعل بعون الله تعالى ومنه، فنظرنا في ذلك فوجدنا الناس في تفسير لفظة الايمان قد افترقوا على أربعة أقوال فقال أهل الحق: الايمان اسم واقع على ثلاثة معان أحدها العقد بالقلب. والآخر النطق باللسان. والثالث عمل بجميع الطاعات فرضها ونفلها واجتناب المحرمات * وقالت طائفة: مخطئة ان الايمان اسم واقع على معنيين وهما العقد بالقلب والنطق باللسان فقط وأن أعمال الطاعات واجتناب المحرمات إنما هي شرائع الايمان وليست ايمانا، وهذه مقالة وان كانت فاسدة فصاحبها لا يكفر * وقالت طائفتان قولين خرجا بهما