2 - وقال تعالى -: " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. " (1) بناء على عدم اختصاص الحكم به (صلى الله عليه وآله وسلم) واستفادة كون الملاك فيه هو ولايته (صلى الله عليه وآله وسلم) و كونه أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فيعم الحكم كل ولى كانت ولايته ثابتة بالشرع.
3 - وفي أصول الكافي بسند موثوق به، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خطب الناس في مسجد الخيف فقال: " نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها وحفظها، وبلغها من لم يسمعها، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه. ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة لأئمة المسلمين، واللزوم لجماعتهم، فإن دعوتهم محيطة من ورائهم. المسلمون إخوة تتكافئ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم. " (2) وروى نحوه أيضا بسنده، عن سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) (2115).
أقول: قوله: " لا يغل " من غل يغل بالضم، أي خان. أو من يغل بالكسر، أي كان ذا حقد وغش. وقوله: " فإن دعوتهم "، قال المجلسي في مرآة العقول:
" والدعوة المرة من الدعاء، وإضافتها إلى الضمير إضافة إلى المفعول، أي دعاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لهم محيطة بهم فإذا دخل فيهم ولزم جماعتهم شمله ذلك الدعاء، أو إلى الفاعل، أي دعاء المسلمين بعضهم لبعض يشمله. " (3) هذا.
والحديث مما رواه الفريقان عنه، بل مضمونه مستفيض في كتب الفريقين.