فالرسالات السماوية كلها قد تكفلت لما به صلاح الناس، وفي خاتمتها شرع نبينا - صلى الله عليه وآله -. وقد جعل الله الحديد والسلاح ضمانة لتنفيذ كتبه وموازينه و إقامة القسط والعدل ونصر رسله وبسط أحكامه.
وفي خبر عبد الرحمان بن الحجاج، عن أبي إبراهيم (عليه السلام) في قول الله - عز وجل -:
" يحيي الأرض بعد موتها "، قال: " ليس يحييها بالقطر، ولكن يبعث الله رجالا فيحيون العدل فتحيى الأرض لإحياء العدل. ولإقامة الحد لله أنفع في الأرض من القطر أربعين صباحا. " وبهذا المضمون روايات مستفيضة، فراجع الوسائل. (1) وقد مر الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " إن الله قد جعل لكل شي حدا، وجعل لمن تعدى ذلك الحد حدا. " (2) والظاهر من الروايات ومن فتاوى الأصحاب أن إقامة الحدود بحسب الطبع واجبة لا يجوز تعطيلها:
ففي خبر ميثم، عن أمير المؤمنين (عليه السلام): ".. يا محمد، من عطل حدا من حدودي فقد عاندني وطلب بذلك مضادتي. " (3) ولما شفعت أم سلمة عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمتها التي سرقت، قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " يا أم سلمة، هذا حد من حدود الله لا يضيع، فقطعها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). " (4) وفي صحيحة الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " إن في كتاب علي (عليه السلام) إنه كان يضرب بالسوط، وبنصف السوط، وببعضه في الحدود. وكان إذا أتى بغلام وجارية لم يدركا لا يبطل حدا من حدود الله - عز