يا رسول الله؟ قال: " آمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأتقاهم لله و أوصلهم. "...
وروى عن أبى ثعلبة أنه سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن تفسير قوله - تعالى -: " لا يضركم من ضل إذا اهتديتم، فقال: يا أبا ثعلبة، مر بالمعروف وانه عن المنكر، فإذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك ودع العوام الحديث. " (1) وعن ابن عباس قال: قلنا: يا رسول الله، إنك لتأمرنا بالمعروف حتى لا يبقى من المعروف شيء إلا عملنا به، وتنهانا عن المنكر حتى لا يبقى من المنكر شيء إلا انتهينا عنه، لم نأمر بالمعروف؟ ولم ننهى عن المنكر؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به كله وانهوا عن المنكر وإن لم تنتهوا عنه كله. " وقال علي بن أبي طالب (عليه السلام): " أفضل الجهاد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمنين، ومن نهى عن المنكر أرغم أنف المنافقين. "...
وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلا رفيق فيما يأمر به، رفيق فيما ينهى عنه، حكيم فيما يأمر به، حكيم فيما ينهى عنه، فقيه فيما يأمر به، فقيه فيما ينهى عنه. " وهذا يدل عالي أنه لا يشترط أن يكون فقيها مطلقا بل فيما يأمر به.
وأوصى بعض السلف بنيه وقال: إذا أراد أحدكم أن يأمر بالمعروف فليوطن نفسه على الصبر وليثق بالثواب من الله، فمن وثق بالثواب لم يجد مس الأذى.
فأدب من آداب الحسبة توطين النفس على الصبر، ولذلك قرن الله به الصبر حاكيا عن لقمان: " يا بني، أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر، واصبر على ما أصابك، إن ذلك من عزم الأمور. " وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " ما من عين رأت منكرا ومعصية لله فلم تغيره إلا أبكاها الله يوم القيامة وان كان وليا لله. " وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " من رأى منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وهو أضعف الإيمان. "