بالقضاء فليواس بينهم في الإشارة وفي النظر وفي المجلس. " (1) 6 - وبهذا الإسناد أن رجلا نزل بأمير المؤمنين (عليه السلام) فمكث عنده أياما ثم تقدم إليه في خصومة (حكومة خ. ل) لم يذكرها لأمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له: " أخصم أنت؟ " قال: نعم.
قال: " تحول عنا، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نهى أن يضاف الخصم إلا ومعه خصمه. " (2) 7 - وروى السكوني عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " من ابتلى بالقضاء فلا يقضي وهو غضبان. " (3) 8 - وروى الكليني: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لشريح: " لا تشاور (لا تسار) أحدا في مجلسك. وإن غضبت فقم، ولا تقضين وأنت غضبان. " قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): لسان القاضي وراء قلبه، فإن كان له قال، وإن كان عليه أمسك. " (4) 9 - وروى الكليني بسنده، عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول لشريح:
" انظر إلى أهل المعك والمطل ودفع حقوق الناس من أهل المقدرة واليسار ممن يدلي بأموال الناس إلى الحكام، فخذ للناس بحقوقهم منهم وبع فيها العقار والديار. فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " مطل المسلم الموسر ظلم للمسلم " ومن لم يكن له عقار ودار ولامال فلا سبيل عليه. واعلم أنه لا يحمل الناس على الحق إلا من ورعهم عن الباطل.
ثم واس بين المسلمين بوجهك ومنطقك ومجلسك حتى لا يطمع قريبك في حيفك و لا ييأس عدوك من عدلك.
ورد اليمن على المدعي مع بينته، فإن ذلك أجلى للعمى وأثبت في القضاء.
واعلم أن المسلمين عدول بعضهم على بعض إلا مجلود في حد لم يتب منه أو معروف بشهادة زور، أو ضنين.