لأجل كونها ممتدة لكن كون الهيولى مستعدة ليس يجعلها شيئا من الأشياء المتحصلة بل انما لها استعداد الأشياء المتحصلة وقوتها فإذا نظرت إليها لم يبق منها عندك من التحصيل الا كونها جوهرا الذي لا يوجب الا نحوا ضعيفا من التحصل غاية الضعف بخلاف الصورة فان الجوهر متحد مع مفهوم الممتد ومنغمر فيه كما علمت من فناء الجنس في الفصل فالهيولي في الجسم ليس الا جوهرا محضا له في الوجود قابلية التلبس باية صوره وصفه كانت كما أن الجنس ليس له الا مفهوم الجوهر الممكن له في نفس ذاته الاتحاد بقيوده المنوعة والمشخصة والامكان الاستعدادي في المادة بإزاء الامكان الذاتي في الجنس وكذلك الصورة فيه هي الجسمية والاتصال كما أن الفصل له هو مفهوم قولنا الممتد وهو امر بسيط لا يدخل فيه شئ لا عاما ولا خاصا على ما عليه المحققون حيث ذكروا ان ذكر الشئ في تفسير المشتقات بيان لما رجع اليه الضمير الذي يبرز فيه لا غير ويؤكد ذلك قول الشيخ في الشفاء وهو ان الفصل الذي يقال بالتواطؤ معناه شئ بصفة كذا جوهرا أو كيفا مثاله ان الناطق هو شئ له نطق فليس في كونه شيئا (1) له نطق هو انه جوهر أو عرض الا انه يعرف من خارج انه لا يمكن ان يكون هذا الشئ الا جوهرا أو جسما انتهى.
فقد ظهر وجه كون الجنس في ماهية الجسم مأخوذا من الهيولى والفصل من الصورة وهكذا الحكم في نظائره من الحقائق التركيبية باجزاء ما ذكرناه فيه