تقرر ذاته وقوام حقيقته وإن كان كل منها مقوما لحقيقة أخرى غير هذه الحقيقة مثلا القوى والصور الموجودة في بدن الانسان بعضها مما يقوم المادة الأولى لأجل كونها جسما فقط كالصورة الامتدادية وبعضها يقومها لأجل كونها جسما نباتيا كقوى التغذية والتنمية والتوليد وبعضها لأجل كونها حيوانا كمبدء الحس وحركه الإرادية وبعضها لأجل كونها انسانا كمبدأ النطق وكل من الصور السابقة معده لوجود الصورة اللاحقة ثم بعد وجود اللاحقة ينبعث عنها ويتقوم بها في الوجود فما كانت (1) من الأسباب والشرائط والمعدات أولا صارت أمثالها من القوى والتوابع والفروعات أخيرا وتكون الصورة الأخيرة مبدء ا للجميع ورئيسها وهي الخوادم والشعب وسينكشف من تلك الأصول ومما سيأتي ان حقيقة (2) الفصول وذواتها ليست الا الوجودات الخاصة للماهيات التي هي اشخاص حقيقية فالموجود في الخارج هو الوجود لكن يحصل في العقل بوسيلة الحس أو المشاهدة الحضورية من نفس ذاته مفهومات كليه عامه أو خاصه ومن عوارضه أيضا كذلك ويحكم عليها بهذه الأحكام بحسب الخارج فما يحصل في العقل من نفس ذاته يسمى بالذاتيات وما يحصل فيه لا من ذاته بل لأجل جهة أخرى يسمى بالعرضيات فالذاتي موجود بالذات اي متحد مع ما هو الموجود اتحادا ذاتيا والعرضي موجود بالعرض اي متحد معه اتحادا عرضيا وليس هذا نفيا للكلى الطبيعي كما يظن (3) بل الوجود منسوب اليه بالذات إذا كان
(٣٦)