طابقه الاخر فيتركب في الخارج وقد فرض بسيطا فيه هذا خلف فعلم أنه الأجناس والفصول في البسائط أمور اعتبارية فالسواد مثلا وجوده في النفس كما هو في العين فلا ذاتي له بوجه من الوجوه.
ووجه اندفاعه ما لوح اليه من أن المعاني التي كل منها ماهية كامله متحصله إذا اخذت من نفس ماهية لوجب كون المأخوذ منها تلك المعاني من الحقائق المركبة وكل متحصل يتحد مع متحصل آخر يكون متحدا مع متحصل ثالث يتحد الأول مع الثالث أيضا واما إذا كانت المعاني المأخوذة عنها بعضها ناقصا في ذاته أو باعتبار اخذه مبهما وبعضها بخلاف ذلك ويكون اقتران بعضها إلى بعض كاقتران قوه إلى ضعف أو كمال إلى نقص إلى غير ذلك من العبارات فلا يستدعى كون المنتزع منها حقيقة مركبه وكذا الماهية المبهمة إذا اتحدت مع كل واحد من الأشياء وتحصلت بها لا يوجب اتحاد تلك الأشياء بعضها مع بعض كالحيوان المتحد مع الانسان والفرس مع تباينهما.
توضيح الكلام ان الحيثيات والمعاني المنتزعة عن الحقائق منها ما ينتزع من حقيقة بحسب حالها في الواقع ومنها ما ينتزع منها باعتبار ملاحظة العقل بان يتصور العقل المعنى الذي هو مخلوط في نفس الامر بالأمور المحصلة ومتحد معها غير مخلوط ولا متحدا بل امرا مبهما ويضم اليه المعاني المخصوصة وهذا الانضمام ليس كانضمام شئ محصل بشئ محصل حتى يكونا شيئين متميزين في نفس الامر وقد حصل بانضمامهما شئ ثالث كاتحاد المادة بالصورة بل كانضمام شئ إلى شئ لا تميز بينهما الا بحسب التعين والابهام فالأول يقتضى التركيب في الواقع والثاني يقتضيه في اعتبار العقل وإن كان ذلك الاعتبار اعتبارا صادقا بحسب مرتبه من الواقع.
فان قلت إذا اخذ كل واحد من معنيى الجنس والفصل من نفس ماهية بسيطة ثم اعتبر باعتبار يكونان بها مادة وصوره فكان كل منهما متحصلا فيكون