ينبعث عنها الماهيات والأعيان الثابتة فهي في تلك المرتبة أيضا تابعه للوجودات الخاصة الموجودة سابقا باعتبار معلوميتها للحق سبحانه علما كماليا هو عين ذاته كما سيجئ تحقيقة في مباحث العلم الا ان معلوميتها في الأزل على هذا الوجه اي باعتبار ثبوتها تبعا لوجودات الحقائق الامكانية في علم الحق تعالى منشا لظهور تلك الوجودات في المراتب المتاخره على طبق ثبوتها العلمي في ذات الحق سبحانه على الوجه الذي أشرنا اليه ثم إذا فاضت الوجودات عن الحق تعالى وتميزت وتعددت في الخارج اتحدت مع كل منها بالذات ماهية من الماهيات من غير استيناف جعل بل بنفس فيضان ذلك الوجود كما هو شان كل ماهية مع وجودها المتميز عن غيره فلم يلزم في شئ من المراتب الواقعة في الخارج تقدم الماهية الخاصة على وجودها المنسوب هي اليه اما في مرتبه علمه تعالى فالأعيان تابعه لوجود الحق تعالى الذي هو بعينه علمه بوجودات الأشياء اجمالا (1) وبماهيات الأشياء تفصيلا من جهة معلوميتها مفصله عن وجود الحق تعالى إذ العلم بالعلة التامة مستلزم للعلم بمعلولاتها كما سيقرع سمعك برهانه من ذي قبل إن شاء الله تعالى واما في الخارج فكذلك لان الفائض والمجعول ليس الا انحاء الوجودات بالذات والماهيات تابعه في الفيضان والجعل بالعرض فظهر صدق ما وقع في السنة العرفاء ان موجوديه الأعيان وقبولها للفيض الوجودي واستماعها للامر الواجبي بالدخول في دار الوجود عبارة عن ظهور احكام كل منها بنور الوجود لا اتصافها به كما مر غير مره واما الشيئيه
(٣٤٩)