كلام لا حاصل له فان مع تساوى (1) طرفى الفعل كيف يتخصص أحد الجانبين والخاصيه التي يقولونها هذيان فان تلك الخاصية كانت حاصله أيضا لو فرض اختيار الجانب الآخر الذي فرض مساويا لهذا الجانب.
ومنها (2) ما سبق أيضا من قولهم بان الإرادة متحققه قبل الفعل بلا اختصاص بأحد الأمور ثم تعلقت بأمر دون امر وهذا كاف في افتضاحهم فان المريد لا يريد اي شئ اتفق إذ الإرادة من الصفات الإضافية فلا يتحقق اراده غير متعلقه بشئ ثم يعرضها التعلق ببعض الأشياء (3) نعم إذا حصل تصور شئ قبل وجوده ويرجح أحد جانبي امكانه تحصل اراده متخصصه بأحدهما فالترجيح متقدم على الإرادة كما مر وأقوى ما يذكر من قبلهم أمور أوردها صاحب المباحث المشرقية.
الأول ان الفلك جسم متشابه الاجزاء وقد تعين فيه نقطتان للقطبيه ودائره لان تكون منطقه وخط لان يكون محورا دون سائر النقاط والدوائر والخطوط مع أنه كان جائزا بحسب الذات ان يكون القطبان غير تينك النقطتين وكذا المنطقة والمحور يكون عظيمه أخرى وخطا آخر لتشابه المحل.
والثاني ان لكل فلك حركه خاصه إلى جهة معينه دون غيرها من الجهات مع جواز وقوع حركه إلى كل واحده منها وكذلك لكل حركه حد معين من السرعه والبطؤ دون غيره مع تساوى النسبة اليهما.
الثالث اختصاص كل كوكب بموضع معين من الفلك مع عدم خصوصيه توجد في ذلك الموضع دون غيره لتساوى الجميع في الطبيعة فالعقل يجوز وقوعه في موضع آخر من فلكه.