الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٢٤٨
على أن ذلك يستحيل أيضا لان كل واحد من الاجزاء سابق على المجموع وكل واحد منها وحده عارض للمادة غير مقوم لها فيكون المادة مقومه له فيكون سابقا عليه فالماده الواحدة السابقة على كل واحد من تلك الأجزاء التي هي سابقه على المجموع تكون سابقه عليه فلو تقومت المادة بذلك المجموع لزم تقوم كل واحد منها بالاخر وهو محال وإذا بطل القسم الأول فبقي أحد القسمين الآخرين لكن المختار (1) عند الجمهور كما هو المشهور هو القسم الثاني وأن يكون للطبيعة وسائر الصور نصيب في تقويم المركب لكن على التقديم والتأخير والظاهر أن هذا هو المراد بالكلام المنقول من الشيخ واما نحن فالمختار عندنا (2) هو القسم الثالث اي كون المقوم (3) هو واحد من الصور والباقي بمنزله فروعها وقواها وشرائط حدوثها أولا كما حققناه في مباحث الكليات.
فان قلت هذا أيضا باطل لان النفس الناطقة من مقومات الانسان فلو لم يكن

(1) إلى قوله هو القسم الثاني اي أول القسمين الآخرين في الترديد الذي في السؤال وهو الأول من الاقسام في الاستدلال على ابطال مذهب الشيخ.
(2) هذا بظاهره لا يلائم ما يحققه ره في مباحث القوة والفعل من حركه الجوهرية وان عروض الصور لموادها وتقويمها انهما هو بالحركة الاشتداديه بنحو اللبس بعد اللبس دون الخلع واللبس ولازمه كون الفعلية السابقة بفعليتها مادة وقوه للفعليه اللاحقة واباء الفعلية عن الفعلية انما هو في العرض دون الطول فان فعليه المادة الثانية انما هي بالنسبة إلى المادة الأولى وهي بعينها قوه بالنسبة إلى الصورة اللاحقة فهي من حيث إنها صوره ذات تحصيل وتمام وان كانت من حيث إنها مادة ذات ابهام واطلاق فالفعليات المادية باقيه بعينها غير أنها مندكه في فعليه الصورة الآخرة والفعل فعلها هذا ومن الممكن ارجاع كل من الأقوال الثلاثة إلى هذا ط مده.
(3) وهو الصورة الأخيرة الواحدة وحده جمعيه لاعداده يشتمل بوحدتها على جميعها وكون البواقي بمنزله الفروع أو الشرائط انما هو عند اخذها بنعت الكثرة إذ بناءا على حركه الجوهرية وان التغير استكمالى كلها مراتب صوره واحده سياله تتبدل ذاتها من أولى إلى ثانيه ومن ثانيه إلى ثالثه وهكذا مع أصل محفوظ وسنخ باق كما ذكره في أوائل سفر النفس ان النفس المدبرة للبدن واحده متصله بلا تكون وتفاسد في حركه الاستكماليه ولا تعطيل في السوابق ولا تفويض في الفاعل الطبيعي فهذا هو معنى الواحد عنده لا ما يفهمه غيره من الواحد س ره.
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»
الفهرست