لكل جزء من اجزاء الجملة واحد الامرين إن كان عله لبعض الاجزاء ووجه الاندفاع انا قد صرحنا بان المراد بالعلة الفاعل المستقل بالايجاد واخذنا الجملة نفس جميع الممكنات بحيث يكون كل جزء منها معلولا لجزء ولم يكن الخارج عنها الا واجبا وأقل ما لزم من استقلاله بالعلية ان يوجد في الجملة جزء لا يكون معلولا (1) لجزء آخر بل للخارج خاصه وهو معنى الانقطاع ولم يمكن ان يكون المستقل بالعلية جزء من الجملة للزوم كونه عله لنفسه ولعلله تحقيقا لمعنى الاستقلال إذ لو كان الموجد لبعض الاجزاء شيئا آخر لتوقف حصول الجملة عليه أيضا فلم يكن أحدهما مستقلا وهذا بخلاف المجموع المركب من الواجب والممكنات فإنه جاز ان يستقل بايجاده بعض الاجزاء التي هو موجود بذاته مستغن عن غيره واما السرير ففاعله المستقل ليس هو النجار وحده بل مع فاعل الخشبات نعم (2) يرد على المقدمة القائلة بان العلة المستقلة للمعلول المركب من الاجزاء الممكنة عله لكل جزء منه اعتراض وهو انه اما ان يراد انها بنفسها عله مستقلة لكل جزء حتى يكون عله هذا الجزء هي هي بعينها عله ذلك الجزء وهذا باطل لان المركب قد يكون
(١٥٥)