هذا وذاك علتين يترجح وجود مجموعهما بهما فان نقل الكلام اليهما لا معا بل مفصلا فإنه أيضا ممكن فيحتاج إلى مرجح قلنا لا نسلم انهما مأخوذان على هذا الوجه ممكن بل هو بهذا الوجه اثنان واجب وممكن موجود به.
أقول هذا المدقق أصاب شيئا من التحقيق واخطا في شئ اما الذي أصاب فقوله هما مفصلا ليس ممكنا ولا واجبا بل هما شيئان أحدهما واجب والاخر ممكن موجود به واما الذي أخطأ فيه فهو ان الاجمال والتفصيل من اعمال العقل ولا يجعلان الشئ في الخارج تارة موجودا والأخرى معدوما فمجموع السماء والأرض سواء ا اخذهما العقل مجملا أو مفصلا لا يتغير حكمهما في الخارج بل في العقل فقط فللعقل ان يأخذهما شيئا واحدا موجودا في الذهن ولا يصيران بهذا الاعتبار وحدانيا في الخارج كما أن للوهم ان يقسم السماء بقسمين ولا يصير بهذا الاعتبار متعددا في الخارج بل في الذهن فقط فالاجمال والتفصيل اعتباران عقليان يوجبان اختلاف الملاحظة ولا يوجب اختلافا في نفس الامر الملحوظ ثم إن المثال الذي ذكره ليس من التفاوت الذي وقع فيه من حيث الاجمال والتفصيل بل التفاوت هناك اما بالموضوع واما بالمحمول إن كان الموضوع واحدا فان الكل المجموعي سواء ا اخذ مجملا أو مفصلا متصف بان الدار تسعهم على التعاقب الزماني ولا يتصف بأنها تسعهم مجتمعين في الزمان وهذا ما في هذا المقام.
واما الذي أورده بعض من أنه يتوجه عليه لزوم الأمور الغير المتناهية المترتبة بمجرد فرض وجود الاثنين.
فليس بوارد إذ لا يلزم من اعتبار مجموع الشيئين اعتبارهما مع تلك الجمعية (1) تارة أخرى لاستلزم ذلك تكرار (2) اجزاء الماهية إذ المراد بالمجموع