لا يقال المركب من الاجزاء الموجودة قد يكون اعتباريا لا تحقق له في الخارج كالمركب من الانسان والحجر ومن السماء والأرض.
لأنا نقول المراد انه ليس موجودا واحدا يقوم به وجود غير وجودات الاجزاء والا فقد صرحوا (1) بان المركب الموجود في الخارج قد لا يكون له حقيقة مغايره لحقيقة الآحاد كالعشرة من الرجال (2) وقد يكون مع صوره منوعة كالمركبات من العناصر واما بدونها بان لا يزداد الا هياه اجتماعية كالسرير من الخشبات وسيأتي ما فيه وإذا كانت الجملة شيئا موجودا ممكنا فموجدها بالاستقلال اما نفسها وهو ظاهر الاستحالة واما جزؤها وهو أيضا محال لاستلزامها كون ذلك الجزء عله لنفسه ولعلله لأنه لا معنى لايجاد الجملة الا ايجاد الاجزاء التي هي عبارة عنها ولا معنى لاستقلال الموجد الا استغناؤه عما سواه واما امر خارج عنها ولا محاله يكون موجدا لبعض الاجزاء وينقطع اليه سلسله المعلولات لان الموجود الخارج عن سلسله الممكنات واجب بالذات ولا يكون ذلك البعض معلولا لشئ من اجزاء الجملة لامتناع اجتماع العلتين المستقلتين على معلول واحد إذ الكلام في المؤثر المستقل بالايجاد فيلزم الخلف من وجهين لأن المفروض ان السلسلة غير منقطعه وان كل جزء منها معلول لجزء آخر وبما ذكر من التقرير اندفع النقوض الواردة على الدليل اما تفصيلا فبانه ان أريد بالعلة التي لا بد هاهنا منها لمجموع السلسه العلة التامة