آحادها مفصلا فينقطع بانقطاع الاستحضار والاعتبار بخلاف ما إذا كانت السلسلة موجوده في نفس الامر فإنه لا بد ان يقع بإزاء كل جزء من السلسلتين جزء من الأخرى فيحكم العقل حكما اجماليا مطابقا لما في الواقع من غير حاجه إلى الملاحظات التفصيلية واما عند الحكماء (1) فنظرا إلى أن التطبيق بحسب نفس الامر انما يتصور فيما له مع الوجود ترتب وضعي أو طبيعي ليوجد بإزاء كل جزء من هذه جزء من تلك فلا يجرى في الاعداد (2) ولا في الحركات الفلكية ولا في النفوس الناطقة.
قال بعض علماء الكلام والحق ان تحقق الجملتين من سلسله واحده ثم مقابله جزء من هذه بجزء من تلك انما هو في العقل دون الخارج فان كفى في تمام الدليل حكم العقل بأنه لا بد ان يقع بإزاء كل جزء جزء فالدليل جار في الاعداد وفي الموجودات المتعاقبة أو المجتمعة المترتبة أو غير المترتبة لان للعقل ان يفرض ذلك في الكل وان لم يكف ذلك بل اشترط ملاحظة اجزاء السلسلتين على التفصيل