نسبه النقص إلى الكمال نعم هما مختلفان بحسب الاعتبار فالمصير إلى ما ذكر أولا.
فان قلت إن أريد بتقدم الشئ على نفسه التقدم بالزمان فغير لازم في العلة أو التقدم بالعلية فهو نفس المدعى لان قولنا الشئ لا يتقدم على نفسه بمنزله قولنا الشئ لا يكون عله لنفسه.
قلنا المراد بالتقدم المعنى المصحح لقولنا وجد فوجد على ما هو اللازم في كون الشئ عله لشئ بمعنى انه ما لم يوجد العلة لم يوجد المعلول ا لا ترى انه يصح ان يقال وجدت حركه اليد فوجدت حركه الخاتم ولا يصح ان يقال وجدت حركه الخاتم ولا يصح أن يقال وجدت حركة الخاتم فوجدت حركة اليد وهذا المعنى بديهي الاستحالة بالنظر إلى الشئ ونفسه فان قلت يجوز ان يكون الشئ عله لما هو عله له من غير لزوم تقدمه على نفسه وسند المنع وجهان.
إحداهما ان المحتاج إلى المحتاج إلى الشئ لا يلزم ان يكون محتاجا إلى ذلك الشئ فان العلة القريبة للشئ كافيه في تحققه من غير احتياج إلى البعيدة والا لزم تخلف الشئ عن علته القريبة.
وثانيهما ان يكون الشئ بماهيته عله لشئ هو عله لوجود ذلك الشئ.
قلنا اللزوم ضروري والسند مدفوع لأنه ما لم يوجد العلة البعيد للشىء لم يوجد القريبة وما لم يوجد القريبة لم يوجد ذلك الشئ وهو معنى الاحتياج والتخلف انما يلزم لو وجدت القريبة بدون البعيدة من غير وجود المعلول ولان كون (1) ماهية الشئ عله لما هو عله لوجوده مع أنه ظاهر الاستحالة لما فيه من وجود المعلول