والايجاب راجع إلى القول والعقد ليس بصواب كيف وتقابل القضيتين ليس من حيث إنهما قضيتان ولا باعتبار موضوعهما بل باعتبار الايجاب والسلب المضاف إلى شئ واحد فالتقابل بالحقيقة انما يكون بين نفس النفي والاثبات وفي القضايا بالعرض اللهم الا ان يتكلف كما في بعض شروحه ويراد من الايجاب والسلب ادراك الوقوع واللاوقوع وهما أمران عقليان واردان على النسبة التي هي أيضا عقلية فإذا حصلا في العقل كان كل منهما عقدا اي اعتقادا وإذا عبر عنهما بعبارة كان كل من العبارتين قولا ثم بما حققناه من أن التقابل بالذات في القضايا انما هو بين نفس النفي والاثبات وبين القضايا بالعرض اندفع ما قيل إن بعضهم اعتبروا في مفهوم التقابل عدم الاجتماع في الموضوع بدل المحل وصرحوا بان لا تضاد بين الصور الجوهرية إذ لا موضوع لها لأنه المحل المستغنى عن الحال ومحل الصور هي المادة المحتاجة إليها في التقوم واعتبر الآخرون المحل مطلقا فاثبتوا التضاد بين الصور النوعية العنصرية فعلم من اختلاف الفريقين في كون مورد الايجاب والسلب موضوعا أو محلا ان المراد من عدم الاجتماع المأخوذ في التقابل عدم الاجتماع بحسب الحلول لا بحسب الصدق ومعلوم ان من التقابل ما يجرى في القضايا كالتناقض والتضاد (1) فان قولنا كل حيوان انسان نقيض لقولنا بعض الحيوان ليس بانسان
(١٠٧)