أيضا لا يروى في ايجاده على أنه ماض فإذا أحكمت هذه القوة تبعت حكمها حركه القوة الاجماعية إلى تحريك البدن كما كانت تتبع احكام (1) قوه أخرى في الحيوان أو تكون هذه القوة استمدادها من القوة التي على الكليات فمن هناك تأخذ المقدمات (2) الكلية الكبروية فيما يروى وينتج في الجزويات فالقوة الأولى للنفس الانسانية قوه تنسب إلى النظر فيقال عقل نظري وهذه الثانية قوه تنسب إلى العمل فيقال عقل عملي وتلك للصدق والكذب وهذه للخير والشر في الجزئيات وتلك للواجب والممكن والممتنع وهذه للجميل والقبيح والمباح ومبادئ تلك من المقدمات الأولية ومبادئ هذه (3) من المشهورات والمقبولات والتجربيات الواهنة دون الوثيقة ولكل واحده من هاتين القوتين رأى وظن فالرأي هو الاعتقاد المجزوم به والظن هو الاعتقاد المميل إليه مع تجويز الطرف الآخر وليس كل من ظن فقد اعتقد كما ليس كل من أحس فقد عقل أو تخيل فقد ظن أو اعتقد أو رأى فيكون في الانسان حاكم حسي وحاكم من باب التخيل وهمي وحاكم نظري وحاكم عملي وتكون المبادئ الباعثة
(٨٣)