والحسد والشماتة والتذلل للأغنياء واستحقار الفقراء وغير ذلك واما قوه العقل والحكمة فيصدر عن اعتدالها حسن العدل والتدبير وجوده الذهن وثقابة الرأي واصابه الظن والتفطن لدقائق الأعمال وخبايا آفات النفوس واما افراطها فتحصل منه الجربزة والمكر والخدع والدهاء ويحصل من ضعفها البله والحمق والغباوة والانخداع فهذه هي رؤوس الأخلاق الحسنة والأخلاق السيئة المعبر عنها في حديث عذاب القبر للمنافق برؤوس التنين ومعنى (1) حسن الخلق في جميع أنواعها الأربعة وفروعها هو التوسط بين الافراط والتفريط والغلو والتقصير فخير الأمور أوسطها وكلا (2) طرفي قصد الأمور ذميم قال تعالى ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط وقال والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما وقال أشداء على الكفار رحماء بينهم ومهما انحرف بعض هذه الأمور عن الاستقامة إلى أحد الجانبين فبعد لم تتم مكارم الأخلاق ومما يجب ان يعلم في هذا المقام ان قوه (3) النفس غير شرفها كما أشير إليه وكل منهما قد (4) يزيد في الاخر وقد يتفق لوازمها اما ان كلا من شرف النفس وقوته قد يزيد على الاخر فلان الشجاعة مثلا قد يصدر لكبر النفس واحتقار الخصم واستشعار الظفر به وقد يصدر لشرف النفس والترفع عن المهانة والذلة كما قال الفيلسوف النفوس الشريفة تأبى مقارنه الذلة وترى حياتها في ذلك موتها وموتها
(٩١)