هو أكثف اجزائه هو كالمقيم في الورك وما بين الطف لطيفه وأكثف كثيفة وسائط مناسبه قد نضد بعضها بالبعض كما في طبقات الأجرام الفلكية والعنصرية على تدبير المحكم الإلهي والنظم البديع العلوي ولا شك ان ألطفها أبين فعلا وأقل انفعالا وأكثفها بعكس ذلك مثاله ان الروح الغريزي مؤثر بالجبلة في الدم الطبيعي إذ هو في أفق الدم ثم لا ينعكس الامر والدم الطبيعي مؤثر في الرطوبة الدماغية إذ هو في أفقها ولا ينعكس وتلك الرطوبة مؤثرة في اللحمان العضلية من غير عكس وهكذا في كل جزء بعد جزء إلى أن ينتهى إلى أصلب الاجزاء وهو القابل المتأثر على الاطلاق من غير أن يؤثر في شئ مما عداه وكذلك يجب ان يتصور النضد والترتيب في الروحانيات كما تصورت في الجسمانيات وكذلك الحال في أجسام العالم الكبير كما علمت في العالم الصغير فان في جسمياته جزء هو الطف اجزائه وهو الفلك الاعلى الجسماني وجزء هو أكثف اجزائه وهو الأرض السفلى وبين الطف لطيفه وأكثف كثيفة وسائط متناسقة منضدة بعضها على بعض على التقدير الإلهي والنظم الحكمي وقد دلت الأدلة على أن ألطفها ذاتا أبينها تفعيلا وأكثفها ذاتا أبينها انفعالا ولهذا ما ورد في الأدعية التوجه إلى جانب السماء عند طلب الحاجات واستجلاب الخيرات واستجابة الدعوات وهذا معنى (1) ما ورد في لسان بعض العرفاء ان النور الإلهي معنى إحدى انما يكون افتنانه بحسب المعادن المجعولة والمراد ان الوجود الفائض من الحق المسمى عند بعضهم بالنفس الرحماني امر واحد حقيقة مختلف المراتب بحسب القرب والبعد من الأول تعالى.
إذا تقرر هذا فاعلم أن جوهر النفس لكونه من سنخ الملكوت وعالم الضياء المحض العقلي لا يتصرف في البدن الكثيف المظلم العنصري بحيث يحصل منهما نوع طبيعي وحداني الا بمتوسط والمتوسط بينهما وبين البدن الكثيف هو الجوهر اللطيف المسمى