وهما الشفاعة والتجلي (1) في الصور على طريق التحول فإذا تمكنت هذه الحالة في قلب الرجل وعرف من العلم الإلهي (2) ما الذي دعا هؤلاء الذين صفتهم هذا وانهم مقهورون تحت قهر ما إليه يؤولون تضرعوا إلى الله في الدياجير وتملقوا له في حقهم وسألوه ان يدخلهم في رحمته إذا اخذت منهم النقمة حدها وان كانوا عمار تلك الدار فليجعل لهم فيها نعيما بهم إذ كانوا من جمله الأشياء التي وسعتهم الرحمة العامة وحاشا الجناب الإلهي من التقييد وهو القائل بان رحمته سبقت غضبه فلحق الغضب بالعدم (3) فإن كان شيئا فهو تحت إحاطة الرحمة وقد قالت الأنبياء ع يوم القيامة إذا سئلوا في الشفاعة ان الله غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وهو أرجى حديث يعتمد عليه في هذا الباب فان اليوم المشار إليه يوم القيامة وهو يوم قيام الناس من قبورهم لرب العالمين وفيه يكون الغضب من الله على أهل الغضب وأعطى حكم ذلك الغضب الامر بدخول النار وحلول العذاب والانتقام من المشركين وغيرهم من القوم الذين يخرجون بالشفاعة والذين يخرجهم الرحمان كما ورد في الحديث ويدخلهم الجنة إذا لم يكونوا من أهل النار الذين هم من أهلها فعم الامر بدخول النار كل من دخل فيها من أهلها ومن غير أهلها لذلك الغضب الإلهي الذي لم يغضب مثله بعده ابدا فلو تسرمد العذاب عليهم (4) لكان ذلك من غضب أعظم من غضب الامر بدخول النار وقد قالت الأنبياء ع ان الله لا يغضب
(٣٥٤)