والمقامات كما حققناه في مباحث العلم وغيره فهو الرحمان الرحيم وهو العزيز القهار وفي الحديث القدسي لولا أن تذنبون لذهب وجاء بقوم آخر يذنبون.
وقال الشيخ الأعرابي في الفتوحات يدخل أهل الدارين فيهما السعداء بفضل الله وأهل النار بعدل الله وينزلون فيهما بالاعمال ويخلدون فيهما بالنيات فيأخذ الألم جزاء العقوبة موازيا لمدة العمر في الشرك في الدنيا فإذا فرغ الأمد جعل لهم نعيما في الدار التي يخلدون فيها بحيث انهم لو دخلوا الجنة تألموا لعدم موافقة (1) الطبع الذي جبلوا عليه فهم يتلذذون بما هم فيه من نار وزمهرير وما فيها من لدغ الحيات والعقارب كما يلتذ أهل الجنة بالظلال والنور ولثم الحسان من الحور لان طبائعهم تقتضي ذلك ألا ترى الجعل على طبيعة يتضرر بريح الورد ويلتذ بالنتن والمحرور من الانسان يتألم بريح المسك فاللذات تابعه للملائم والآلام تابعه لعدمه ونقل في الفتوحات أيضا عن بعض أهل الكشف قال إنهم يخرجون إلى الجنة حتى لا يبقى فيها أحد من الناس البتة ويبقى أبوابها يصطفق وينبت في قعرها الجرجير ويخلق الله لها اهلا يملأها قال القيصري في شرح الفصوص واعلم أن من اكتحلت عينه بنور الحق يعلم أن العالم بأسره عباد الله وليس لهم وجود (2) وصفه وفعل الا بالله وحوله وقوته وكلهم محتاجون إلى رحمته وهو الرحمان الرحيم ومن شان من هو موصوف بهذه الصفات ان لا يعذب أحدا عذابا ابدا وليس ذلك المقدار أيضا الا لأجل ايصالهم إلى كمالهم المقدر لهم كما يذاب الذهب والفضة بالنار لأجل الخلاص مما يكدره وينقص عياره فهو متضمن