يكون للصفات السيئة سبعه مواضع لكل منها شعب كثيره وكذا للصفات الحسنة يكون ثمانية مجامع تحت كل منها أصناف كثيره كما هي مذكورة في كتب الأخلاق والقول الأول أولى وأوفق فان كلا من المشاعر السبعة باب إلى الشهوات الدنياوية التي ستصير نيرانات محرقة وهيئات معذبة للنفوس في الآخرة وهي أيضا إذا استعملت في طريق الخير أبواب إلى ادراك الحقائق والمعارف وفعل الحسنات التي بها يثاب في العاقبة ويصعد إلى الملكوت ويدخل في الجنة مع زمره الملائكة وبالجملة لكل من هذه المشاعر والمدارك باطن وظاهر باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب فظواهرها أبواب مفتوحة إلى عالم الجحيم أو إلى ما به استحقاقية الدخول في الجحيم وبواطنها أبواب مفتوحة إلى عالم الجنان أو إلى ما به استحقاقية دخولها وإذ غلقت أبواب النيران فتحت أبواب الجنان بل هي على شكل الباب الذي إذا فتح على موضع انسد عن موضع آخر فعين غلق أبواب إحداهما عين فتح أبواب الأخرى الا باب القلب وهو الباب الثامن فإنه مغلق دائما على أهل الحجاب الكلى والكفر وهو مختص باهل الجنة من جهة الايمان والمعرفة ولا يفتح ابدا لأصحاب النار لأنهم المختوم على قلوبهم في الأزل لقوله تعالى ختم الله على قلوبهم وقوله فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون وليس للنار دخول أو تصرف (1) في القلوب والأفئدة وانما لضرب منها اطلاع على القلوب لا دخول فيها لغلق ذلك الباب عليها كغلق باب الجنان على الكفار فما ذكر الله من أبواب السبعة يدخل فيها الإنس والجان واما الباب الثامن المغلق الذي لا يدخل فيه أهل الكفر والاحتجاب فباطنه محل الايمان والعبودية وفي الحديث التراب لا يأكل محل الايمان وهو أي باطنه سعيد في الدنيا والآخرة ليس للعذاب والشقاء فيه مدخل فالقلب كالجنة حفت بالمكاره وباطنه فيه الرحمة وظاهره فيه العذاب وهي النار التي تطلع على الأفئدة واما منازل جهنم ودركاتهم
(٣٣١)