ويقرب من هذا كلام بعض القدماء من أهل الحكمة ان الأرواح تهبط إلى هذا العالم من أشعة الشمس وفي بعض الأخبار ما يدل على أنها في السماء الدنيا وذلك ما يروى في حديث المعراج انه صلى الله عليه وآله وسلم رأى في السماء الدنيا آدم أبا البشر وكان عن يمينه باب يأتي من قبله ريح طيبه وعن شماله ريح منتنة فأخبره جبرئيل ع ان أحدهما هو الجنة والاخر هو النار.
وفي بعض الأخبار ما يدل على أنها في بعض أودية الأرض وذلك ما يروى أيضا في حديث المعراج انه بلغ صلى الله عليه وآله وسلم قبل انتهائه إلى بيت المقدس واديا باردة طيبه وسمع صوتا فقال جبرئيل هذا صوت الجنة يقول كذا.
ومن الاخبار ما يدل على أن للنار والجنة كينونه في الأرض في بعض الأوقات كما روى في حديث صلاه الكسوف إذ روى أنه قال صلى الله عليه وآله وسلم ما من شئ توعدونه الا وقد رايته في صلوتي هذه (1) لقد جئ بالنار وذلك حين رأيتموني تأخرت مخافة ان يصيبني من فوحها إلى أن قال ثم جئ بالجنة وذلكم حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي ولقد مددت يدي وانا أريد ان أتناول من ثمرها لتنظروا إليه ثم بدا لي ان لا افعل هذا الحديث مما رواه مسلم في كتابه.
وحكى بعضهم انه لما رأى صلى الله عليه وآله وسلم جهنم وهو في صلاه الكسوف جعل يتقى حرها عن وجهه بيده وثوبه ويتأخر عن مكانه ويتضرع ويقول ألم تعدني يا رب انك لا تعذبهم وانا فيهم ألم ألم حتى حجبت عنه أراد قوله وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون.
وروى أيضا انه صلى الله عليه وآله وسلم صلى يوما الصلاة ثم رقى المنبر فأشار بيده قبلة المسجد فقال قد رأيت الان مذ صليت لكم الصلاة الجنة والنار ممثلتين من قبل هذا الجدار فلم أر كاليوم في الخير والشر رواه البخاري واما النار فالمشهور في السنة الجمهور انها في الأرض السابعة.