وخوخاتها (1) فعلى قياس ما يذكر في الجنان من المنازل والدرجات والرواشن على سبيل المقابلة واما أسماء أبوابها السبعة فهي باعتبار الإضافة إلى منازلها كباب جهنم وباب الجحيم وباب السعير وباب اللظى وباب السقر وباب الحطمة وباب السجين والباب الثامن المغلق لا يفتح فهو الحجاب والسد واما خوخات النار فهي شعب الكفر والفسوق وكذا خوخات الجنة هي شعب الايمان والطاعة فمن عمل من خير فهو يراه في الآخرة ومن عمل من شر فقد يراه وقد يعفى عنه تبصره وتذكره اعلم أن باطن الانسان في الدنيا هو ظاهره في الآخرة وما دام الانسان في هذا العالم تكون الآخرة عالم الغيب بالقياس إليه وإذا انتقل من الدنيا إلى الأخرى يصير ذلك العالم عالم الشهادة بالقياس إليه واطلاق أبواب الجنان على هذه المشاعر الظاهرة من باب (2) التوسع ليس على سبيل الحقيقة لان باب الدار وباب البلد ما إذا فتح فتح إليها بلا حجاب ولا بد ان يكون باب كل مدينه من جنسها وباب كل شئ من جنسه وهذه الحواس ليست كذلك والتي تنفتح إلى الجنة ما هي الا الحواس المحشورة مع النفس الباقية ببقائها في الآخرة وقد علمت أن للنفس في ذاتها سمعا وبصرا وشما وذوقا ولمسا وتذكرا وتصرفا ويدا روحانية ورجلا كذلك فلها عين باصرة ناظره إلى ربها واذن سامعه تسمع آيات الله وكلمات الملائكة وأصوات طيور الجنة ونغماتها وتسبيحات الأشياء وشم تشم به روائح الانس ونسائم القدس وذوق تذوق به طعوم الجنة وفواكه مما يشتهون ولمس تلمس به حور العين وهي المشاعر الروحانية (3) والحواس الباطنة وهي مع محسوساتها من أهل الجنة ان لم يسدها ساد ولم يحجبها حجاب واما هذه الحواس وهي ومدركاتها أمور
(٣٣٢)