الشمال وهم الذين يكتبون اعمال أصحاب الشمال قال تعالى إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد وقال يوم ندعو كل أناس بامامهم فمن اوتى كتابه بيمينه فأولئك يقرؤون كتابهم ولا يظلمون فتيلا وقال أيضا فاما من اوتى كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابية انى ظننت انى ملاق حسابيه لان كتابه من جنس العلوم والاعتقادات الصادقة والأخلاق الحسنة والظن هاهنا بمعنى العلم واما من اوتى كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابية ولم أدر ما حسابيه لان كتابه من جنس الأكاذيب الباطلة والصفات الشيطانية والشهوات الحيوانية والرئاسات الدنيوية المحرقة للقلوب المعذبة للنفوس ومثل هذا الكتاب المشتمل على الكذب والغلط والهذيان يستحق للاحتراق بالنار كما قال ومن اوتى كتابه وراء ظهره فسوف يدعوا ثبورا ويصلى سعيرا وقد ورد في الخبر ان من عمل حسنه (1) كذا يخلق الله منها ملكا يستغفر له إلى يوم القيامة كما قال تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة (2) ان لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة وهكذا القياس في الكفر والاعتقاد السوء فمن فسد اعتقاده في المسائل الإلهية ورسخ على جهله وبالغ في كفره يتنزل على نفسه شيطان يوعده بالشر ويغره اغترارا بالجهل ويعجبه اعجابا بنفسه وكان قرينه في الدنيا والآخرة كما قال تعالى هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يسمع آيات الله ثم يصر مستكبرا الآية وقوله ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وهذه الهيأة الراسخة للنفس المتمثلة لها يوم القيامة هي التي
(٢٩٢)