حصول صوره جوهرية هي مبدأ مثل تلك الكيفية كالحرارة الضعيفة في الفحم إذا اشتدت صارت صوره نارية محرقة وكذلك الكيفية النفسانية إذا اشتدت صارت ملكه راسخة أي صوره نفسانية هي مبدء آثار مختصه بها فيصدر بسببها الفعل المناسب لها بسهولة من غير روية وتعمل ومن هذا الطريق تحدث ملكه الصناعات ومبدء المكاسب العلمية والعملية ولو لم يكن للنفوس الآدمية هذا التأثر من الفعل أولا ثم اشتداد ذلك الأثر فيها يوما فيوما لم يمكن لاحد من الناس اكتساب شئ من الصناعات العلمية والعملية ولم ينجع التأديب والتعليم لاحد ولم يكن في تمرين الأطفال على الأعمال فائدة وذلك قبل رسوخ الهيئات مضاده لما هو المطلوب في نفوسهم ولذلك يعسر تعليم الرجال المحنكين وتأديبهم لاستحكام صفات حيوانية في نفوسهم بعد ما كانت هيولانية قابله لكل علم وصنعه كصحيفة خاليه من النقوش والصور فهذه الآثار الحاصلة في القلوب والأرواح بمنزله النقوش والكتابة الحاصلة في الصحائف والألواح كما قال سبحانه أولئك كتب في قلوبهم الايمان وهذه القلوب والأرواح يقال لها في لسان الشريعة (1) صحائف الأعمال وتلك النقوش والصور كما يحتاج إلى قابل يقبلها كذلك يفتقر إلى فاعل أي مصور وكاتب فالمصورون (2) والكتاب لمثل هذه الكتابة النورية هم الكرام الكاتبون لكرامة ذواتهم وافعالهم عن دناء ه الجسمية وارتفاع جواهرهم عن المواد الطبيعية فهم لا محاله ضرب من الملائكة المتعلقة باعمال العباد وأقوالهم لقوله تعالى وان عليكم لحافظين كراما كاتبين وهم طائفتان ملائكة اليمين وهم الذين يكتبون اعمال أصحاب اليمين وملائكة
(٢٩١)