رتبه الانسان وليست لها من الآلات والقوى الا ما هي مبادئ الآثار والافعال الهيولانية والعلائق الأرضية من الشهوة والانتقام واللذين هما كمال نفوس الدواب والانعام وهما أصلان عظيمان للتجرم والاخلاد إلى الأجساد كيف وشئ منهما إذا غلب على الانسان الذي هو أشرف أنواع العامرات من الكائنات يوجب ان ينحط درجته إلى نوع نازل من الحيوان المناسب لذلك الخلق سواءا كان في هذه النشأة الدنياوية لو كان النقل حقا على ما زعمه الذاهبون إليه أو في النشأة الآخرة كما هو المحقق عند المكاشف ويراه أهل الحق من بطلان النقل فإذا كان مقتضى الشهوة الغالبة أو الغضب الغالب شقاوة النفس وهبوط نشأتها ونزولها إلى مراتب الحيوانات الصامتة التي كمالها في كمال إحدى هاتين القوتين فيمتنع ان يكون وجود هاتين القوتين وأفعالهما منشأ لارتفاع النفوس من درجتها البهيمية والسبعية إلى درجه الانسان الذي كمال نفسه في كسر هاتين القوتين.
واما ما قيل إن في الحيوان كالفرس مثلا شيئا ثابتا في تمام عمره ولا شئ من أعضاء بدنه الا وللتحلل فيه سبيل لأجل الحرارة الغريزية والغريبة الداخلة والخارجة من الهواء المحيط ولو يسيرا يسيرا وليس لاحد ان يقول فرسية هذا الفرس ونفسه في الانتقال والتبدل على أن لنفسه ادراكات كلية لأنا قد نرى انه إذا ضرب واحد منها بخشبه ثم بعد حين جررت له خشبه يهرب ولولا أنه بقي في ذهنه معنى كلي مطابق لضرب من ذلك النوع لم يهرب ولما امتنع اعاده (1) عين الضرب الماضي بل العائد