الفاسدة والجهالات الراسخة.
وتوضيح ما ذكرناه انه ما من نفس انسانية الا ولها وجود استقلالي بعد موتها الطبيعي عن هذا البدن ولها بحسب ما لها من الافعال والأعمال المؤدية إلى الأخلاق والملكات نوع تحصل في الوجود والفعلية سواءا كانت تلك الأخلاق فاضلة ملكية أو شيطانية أو سبعية أو بهيمية فان خرجت النفس الانسانية في مده كونها العنصري وحياتها الطبيعية ونشأتها الدنيوية عن القوة الهيولانية التي كانت لها في أصل هذه الفطرة وصارت بالفعل بحسب ما حصل لها من الملكات تصورت بصوره شئ من هذه الأجناس التي تحتها أنواع كثيره تصورا غير طبيعي ولا مادي لأنها تصير عند انقطاعها عن الدنيا صوره بلا مادة وفعلا بلا قوه سواءا كانت سعيدة أو شقية متنعمة بلوازم أخلاقها الشريفة ونتائج أعمالها الحسنة أو معذبة بلوازم أخلاقها الردية ونتائج أعمالها السيئة.
فان قلت كل صوره بلا مادة فهو عقل محض فيكون جوهرا كاملا في عالم القدس فكيف يكون من الأشقياء.
قلت المادة عبارة عن محل الانفعالات والحركات للأمور الكائنة الفاسدة وللتجرد عنها لا يستلزم التجرد عن المقادير والابعاد مطلقا كما في الصور العقلية واما الأبدان الأخروية المناسبة لأخلاق النفوس فهي ليست مواد لتلك النفوس حامله لقوه كمالاتها وهيئاتها بل هي أشباح (1) ظلية وقوالب مثالية وجودها للنفس كوجود الظل من