ذي الظل إذ هي حاصله من تلك النفوس بمجرد جهات فاعلية وحيثيات ايجابية لا بحسب جهات قابلية وحركات مادية وكل ما يحصل من النفس بحسب الجهات الفاعلية والهيئات النفسانية فذلك الشئ لا يكون مادة لها ولا بدنا كهذا البدن الذي يتعلق به النفس تعلق التدبير والتحريك بل يكون من اللازم لها ووجوده منها وجود الظل من ذي الظل فان ذي الظل لا يستكمل بظله ولا ينفعل منه ولا يتغير عن حاله بسببه بل ولا يلتفت (1) إليه فهذه الاحكام التي زعمتها أصحاب التناسخ ثابته للنفس موجبه لانتقالها إلى بدن آخر عنصري حاصله لها بعد انتقالها منفسخة بما حققناه من صيرورة كل نفس في مده حياتها الطبيعية ذاتا مستقلة بوجودها موجودة بوجود آخر غير هذا الوجود الطبيعي المادي صائرة نوعا آخر متحصلة بالفعل بحسب الحقيقة الباطنية.
فان قلت أليس الانسان نوعا واحدا وافراد النفوس البشرية كلها افراد نوع واحد فكيف يصير أنواعا كثيره من الحيوانات المختلفة وغيرها سواءا كانت هاهنا أو في نشأة أخرى وهل هذا الا قلب الماهية وهو محال.
قلنا الانسان الطبيعي نوع واحد حقيقي وكذا النفوس البشرية من جهة هذا الوجود التعلقي نوع واحد لأنها مبدء فصله المقوم لماهيته وهو مفهوم الناطق المحصل لجنسه الذي هو الجسم النامي الحساس ومعنى الناطق ما له قوه ادراك الكليات وهو في جميع الافراد على السواء فهذه النفس وان كانت صوره هذا النوع الطبيعي وتمامه لكنها بعينها جوهر قابل لصور مختلفه النوع بحسب وجود آخر غير طبيعي كما أن