عينه إذ في هذا (1) الفرق تحكم لا يخفى.
واعجب من هذه (2) كلها أنه قال في موضع آخر بهذه العبارة ان الروح يعاد إلى بدن آخر غير الأول ولا يشارك له في شئ من الاجزاء.
ثم قال فان قيل هذا هو التناسخ قلنا سلمنا ولا مشاحة في الأسماء والشرع جوز هذا التناسخ ومنع (3) غيره.
أقول هذا الكلام مما تلقاه كثير من فضلاء الزمان بالقبول ولعلهم زعموا ان الاشكال المذكور في الحشر هو لزوم التناسخ بحسب المفهوم واطلاق اللفظ أو توهموا ان محالية التناسخ من جهة الشرع انما الاشكال لزوم مفسده التناسخ بحسب العقل وهو اجتماع نفسين على بدن واحد سواء سمى تناسخا أو حشرا.
وقال في موضع آخر اعلم أن هذا يستنكره من يبطل حشر الأجساد ويحيل رد النفوس إلى الجسد وليس يقوم على استحالته برهان يقيني وكلما ذكره الأوائل في الدلالة على استحالته ليس ببرهان محقق والشرع قد ورد به فيجب تصديقه.
والدليل على أن (4) ذلك ليس مبرهنا ان أفضل متأخري الفلاسفة أبا على ابن سينا قد أثبت ذلك في كتاب النجاة والشفاء قال لا يبعد ان يكون بعض الأجسام السماوية موضوعا لتخيل النفس بعد الموت وحكى ذلك عمن عظمت رتبته إذ قال وقد قال من لا يجازف في الكلام من العلماء ان ذلك غير ممتنع وهذه (5) القضية تدل على أنه شاك