الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٥ - الصفحة ١٨٦
الأصل (1) الثالث ان طبيعة الوجود قابله للشدة والضعف بنفس ذاتها البسيطة التي لا تركيب فيها خارجا ولا ذهنا ولا اختلاف بين اعدادها بمميز فصلى ذاتي أو بمصنف عرضي أو بمشخص زائد على أصل الطبيعة وانما تختلف افرادها وآحادها بالشدة والضعف الذاتيين والتقدم والتأخر الذاتيين والشرف (2) والخسة الذاتيين الا ان المفهومات الكلية الصادقة عليها بالذات المنتزعة عنها لذاتها وهي المسماة بالماهيات متخالفة بحسب الذات اختلافا جنسيا أو نوعيا أو عرضيا ولهذا يقال إن الوجود مختلف الأنواع وان مراتب الأشد والأضعف أنواع متخالفة.
الأصل الرابع ان الوجود مما يقبل الاشتداد والتضعف يعنى انه يقبل حركه الاشتدادية وان الجوهر في جوهريته أي وجوده الجوهري يقبل الاستحالة الذاتية وقد ثبت ان اجزاء حركه الواحدة المتصلة وحدودها ليست موجودة بالفعل على نعت الامتياز بل الكل (3) موجود بوجود واحد فليس شئ من تلك الماهيات التي هي بإزاء تلك المراتب الوجودية موجودة بالفعل بوجودها على وجه التفصيل بل لها وجود اجمالي كما في اجزاء الحد على ما أوضحناه سابقا.
الأصل الخامس (4) ان كل مركب بصورته هو هو لا بمادته فالسرير سرير بصورته

(1) أعماله وأعمال الرابع الفرق بين الشدة والضعف والاشتداد والتضعف وغير خفى انه إذا لم يكن الأشد والأضعف نوعين بل سنخا واحدا وكذا المشتد ففي عين صيرورة الوجود أشد وأكمل بحيث انه في الأول لم يكن شيئا مذكورا وفي الاخر صار عقلا بسيطا بالفعل وعقلا فعالا وأين التراب ورب الأرباب كان ذلك الأكمل عين الأنقص س ره (2) ذاتية الخسة لمرتبة من الوجود مع أن الوجود خير وشرف انما هي في الخسة بمعنى مرتبه من الوجود النازل يقال له في الاصطلاح نقصا وخسة ونحوهما وهذه غير الخسة والنقص بمعنى العدم وحد الوجود س ره (3) والاتصال الوحداني مساوق للوحدة الشخصية فالقطعية من كل حركه متصلة واحده والتوسطية منها مستمرة بسيطه والتجدد والتكثر في نسبها إلى حدود المسافة س ره (4) قد مر ان الأصول بعضها مما يحتاج إليه وبعضها مما ينتفع به وهذا مما يحتاج إليه كثيرا كما لا يخفى وفي الأمثلة إشارة إلى أن المراد بالصورة أعم من الصورة النوعية والجسمية والهيأة وما به الشئ بالفعل كالنفس للحيوان س ره
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست