والأجساد وامتناع ان يتحقق في شئ منهما المعاد وهم الملاحدة والطباعية (1) والدهرية وجماعه من الطبيعيين والأطباء الذين لا اعتماد عليهم في الملة ولا اعتداد برأيهم في الحكمة زعما منهم ان الانسان ليس الا هذا الهيكل المحسوس حامل الكيفية المزاجية وما يتبعها من القوى والاعراض وان جميعها مما يعدم بالموت ويفنى بزوال الحياة ولا يبقى الا المواد المتفرقة فالانسان كسائر الحيوان والنبات إذا مات فات وسعادته وشقاوته منحصرتان فيما له بحسب اللذات والآلام البدنية الدنياوية وفي هذا تكذيب للعقل على ما رآه المحققون من أهل الفلسفة وللشرع على ما ذهب إليه المحققون من أهل الشريعة والمنقول من جالينوس في امر المعاد هو التردد والتوقف بناءا على توقفه في امر النفس انها هل هي المزاج فتفنى بالموت ولا يعاد أم هي جوهر مجرد فهو باق بعد الموت فلها المعاد ثم من المتشبثين بأذيال العلماء من ضم إلى هذا ان المعدوم لا يعاد فإذا انعدم الانسان بهيكله لم يمكن اعادته وامتنع الحشر والمتكلمون منعوا هذا بمنع امتناع اعاده المعدوم تارة وبمنع فناء الانسان بفساد هيكله أخرى فقالوا ان للانسان اجزاء باقية اما متجزية أو غير متجزية ثم حملوا الآيات والنصوص الواردة في بيان الحشر على أن المراد جمع الاجزاء المتفرقة الباقية التي هي حقيقة الانسان والحاصل ان أصحاب الكلام ارتكبوا في تصحيح المعاد أحد الامرين المستنكرين المستبعدين عن العقل بل النقل ولا يلزم شئ منهما بل العقل والنقل حاكمان بان المعاد في الآخرة هو الذي كان مصدر الافعال ومبدء الأعمال مكلفا بالتكاليف والواجبات والاحكام العقلية والشرعية ثم لا يخفى ان عرق
(١٦٤)