صار مفهوما من المفهومات الموجودة في العقل الملحوظة بالقصد فله بهذا الاعتبار وجود في نفسه وإن كان في النفس وليس بهذا الاعتبار موجودا بالعرض انتزاعيا بل حقيقيا ذهنيا فموجوديتها بوجود ما ينتزع منه من قبيل الأول الذي يمتنع ان يكون موضوعا لحكم ايجابي بل ولا سلبي أيضا ووجود (1) الموصوف لا يمكن ان يكون بعينه وجود الصفة سواء ا كانت حقيقية أو انتزاعية والا لبطل الفرق بين الذاتي والعرضي فان وجود السماء مثلا في ذاتها غير وجود الفوقية الثابتة إذ السماء في مرتبه وجود ذاتها سماء لا غير وانما الفوقية تعرضها بحسب وجود ثان لها يكون متأخرا عن وجود ذاتها لذاتها فالحق ما مر من أن اللزوم له تحقق رابطي يكفي في كون أحد الشيئين لازما والاخر ملزوما وهذا النحو من الوجود الرابطي وإن كان منسوبا إلى الخارج إذا كان اتصاف الملزوم بالامر اللازم في الخارج لكن ليس هو نحو وجود الملزوم في نفسه لان نحو وجوده في نفسه والحصول الذي يليق به حين تحققه مع قطع النظر عن كونه رابطا بين شيئين بل عند ملاحظه ماهيته وحقيقته في نفسه ليس الا في ظرف الذهن وان كانت ملاحظته في نفسه لا ينفك عن اتصافه بكونه رابطة بين شيئين وهذا كما في ملاحظه السلوب والاعدام فإنها وان كانت حقيقتها سلوب الأشياء واعدامها لكن للعقل ان يلحظها كذلك وإذا صارت معقوله قد عرض لها نحو من الوجود ثم مع ذلك لا ينسلخ عن كونها سلوبا واعداما لان ماهيتها كذلك وقد مر ان الوجود مما وقع ظله العمومي الانبساطي على جميع الماهيات والمفهومات حتى على مفهوم العدم وشريك الباري واجتماع النقيضين فمفهوم المعنى الرابطي معنى رابطي بحسب الحمل الذاتي الأولى لا بحسب الحمل الشايع الصناعي فتدبر فيه
(١٤٦)